تعتبر تونس غنية بالموارد الفيتو وراثية (phytogenetic) لأغلبية الأراضي المزروعة ، بفضل تقاليدها الفلاحية المرتبطة بسياستها الإستطلاعية و التأقلم مع المناخ و تحسين جودة المزروعات. و هذه الموارد تمثل مواد موروثة لفائدة المستقبل و تعتبر حمايتها و المحافظة عليها إحدى العناصر الأساسية في نطاق التصرف في الأمن الغذائـي.
واعتبارا لوجود تونس في مفترق الطرق لعدّة حضارات ، و قاعدة للتبادل التجاري بين الشرق و إفريقيا و أوروبا وهجرة الأندلسيين، فقد تلقت موروث جيني غني للزيتون.
إلى جانب أهم نوعين من زيت الزيتون :الشملالي و الشتوي، فقد بيّنت الأعمال الاستكشافية أن غابات الزيتون تتمتع بعدّة بأنواع مختلفة أخرى.
بالطبع، يعتبر كل من الوسلاتي، الزلماطي، الزرازي، الشمشالي، الجربوعي، فخّاري، التفاحي، شملالي جربة، التونسي، شملالي جرجيس، مرسالين، سيّالي والجمري أمثلة من هذه الأنواع المختلفة التي توفرها غابات الزيتون بتونس.
إن التعريف بهذه الأنواع المختلفة استنادا الى علم الفاكهة ، مثل تلك المتعلقة بجودة زيت الزيتون ، تؤكد هذه الثروة وتبرز التنوع الجيني الذي تتميّز به.
علاوة على ذلك، ان تقييم المكونات الأساسية و الثانوية لزيت الزيتون أمكنت من استنتاج مجموعة من الخاصيات الهامة (المكونات الدهنية – العناصر الحمضية – العناصر الفينولية ونسبة الاستقرار عند الأكسدة) لبعض الأنواع و التي للأسف ليست واسعة الإنتشار و غير مستغلة بالقدر الكافي في نتاج الزيتون بتونس.
ان هاتين النوعيتين الأساسيتين لزراعة الزيتون التونسي تم اختيارهما من قبل أجدادنا و ذلك لخاصيتهما المتميّزة. يعتبر شملالي صفاقس شجرة قوية ذات انتاج وافر للزيتون و لها قدرة كبيرة على مقاومة الجفاف بالجهة ولها زيت جيد خاصة في أول مرحلة الجني ، معروف بنكهته اللذيذة المشابهة للوز الأخضر و له قيمة بيولوجية هامة بما أنه يحتوي على كمية هامة من مادة الستيرول (Sterols).
ومن جهته، يعطي شجر الزيتون من صنف “الشتوي”، وهو ثاني أهم صنف من الزياتين بالجمهورية التونسية، زيتا بنكهة اللوز الأخضر إضافة إلى احتوائه على مركبات فينولية بنسب عالية (< 300 PPM)، وهو ما يضمن لهذا الصنف درجة استقرار عالية لمقاومة ظاهرة الأكسدة.
Leave a Reply